السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أولا: زوجي مبتعث خارج المملكة.
وقبل سفره كان شاك في مرض ما انه فيه حاولت اقنعه ان المرض ليس فيه وانه لا يوجد هناك اي اعراض لهذا المرض يقتنع فتره ويرجع يشكك نفسك
والله يادكتور لو ان بيدي ان ازيل ذلك الوسواس لفعلت لكني لا أملك إلا اقناعه وان ادعو له في صلاتي وتمر عليه لحظات يقسو علي نوعا ما لانني تركته يسافر لوحده وتركته مع غربته
والله اللي يشهد علي انني اتقطع الما كل لحظة تمر علي لبعده عني فاشعر باني مخطئه وانني السبب فيما وصل به وسواسه هذا.
ولكنه يرجع فيعتذر. والله وبالله وتالله لن الومه فيما يحصل معه وتعامله معي احيانا فهو نتيجة لضغوطه النفسيه التي يواجهها
سؤالي كي اقنعه بان ليس فيه الا كل عافيه ولا يوجه لي الاتهامات بانني السبب ثم كيف اوصل له المعلومة انني اعيش لا كما يعيش بل اشد مما يعيشه. جزاك الله كل خير ورفع قدرك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى.. والصلاة والسلام على النبي المصطفى.. وبعد ,,
أخيتنا الغالية.. ((مجروحة من أحداث الزمن))..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
وأهلًا وسهلًا بكِ في موقعكِ.. شاكرين ومقدرين ثقتكِ بنا..
أيتها الحبيبة..
إن الوحدة في بلد الغربة قد تفعل الأفاعيل في نفس المغترب وقد تلقي بظلالها أيضًا على المقربين منه.. ولم تحددي عزيزتي إن كانت بعثته للدراسة أم العلاج.. ولكن يتضح من حديثكِ أمران:
1- حاجته الماسة لأن تكوني بقربه.. لتشاركيه كل لحظة يقضيها من عمره هناك.. ولتبددي شعوره بالوحدة وهو شعور قاتل بالنسبة للرجل على وجه الخصوص.. فلا حاجة لأن تعاني بعده عنكِ.. ولا أن يعاني بعدكِ عنه وهناك حل..
2- الوسواس الذي انتابه قبل البعثة.. قد يكون دافعه نفسي.. بسبب خوفه وقلقه وتوتره من العيش وحيدًا.. فظهر على شكل وسواس في مرض.. ليدفعكِ إلى الاهتمام به أكثر ورعايته.. وقد يكون وسيلة غير واعية ليدفعكِ بها للسفر معه..
وعليه أقول:
1- بالنسبة للوسواس فلن أفصل في طريقة علاجه والتخلص منه.. بل أوجهكِ لاقتناء شريط (رسالة إلى موسوس)للشيخ سلمان العودة حفظه الله, يتحدث فيه الشيخ عن (أسباب الوسوسة – أنواعها – آثارها على الشخص الموسوس – وأخيرًا كيفية علاجها) ففيه التفصيل الكافي والوافي والشافي بإذن الله تعالى.. وبإمكانكِ تحميله من النت..
2- أما بالنسبة لحاجته إليكِ.. فلا أرى أنجح في علاج وتحسن حالة زوجكِ إلا سفركِ إليه.. نعم.. ما لمانع حفظكِ الرحمن من أن تبقي قريبة منه.. خصوصًا في هذه الأوقات التي يرى أنها عصيبةٌ عليه والتي يحتاجكِ فيها بقوة..
ولا تنسي أنه في بلدٍ.. الفتن فيه على قدمٍ وساق.. مما قد يُغري الإنسان ويجرفه للمعاصي والعياذ بالله خاصة إذا كان منفردًا وحيدًا.. فوجودك حفظكِ الرحمن حصن له بإذن الله.. لا تقولي أنني لا أستطيع ترك أهلي!..
فحاجته لكِ وحاجتكِ له أكبر بكثير من حاجتكِ لأهلكِ.. فهو لا يريد مضايقتكِ وإجباركِ على السفر معه مراعاةً لمشاعركِ ولكن إحساسه بالحاجة لك أكبر من طاقة تحمله لذلك يعاتبكِ بين فترة وأخرى عتاب المحب..
لا تترددي بارك الله فيكِ في السفر إليه والوقوف بجواره فالكلمات وعبارات التشجيع والمؤازرة لن تُعد شيئًا في مقابل قربكِ منه ووجودكِ أمامه في كل ثانية فهو أكبر داعم نفسي له..
وأخيرًا..
أرجوا بعد انتهائكِ من قراءة حروفي هذه أن تكوني قد عزمتِ وأعددتِ حقائبكِ للسفر إلى حبيبكِ وزوجكِ وكل أهلكِ في أقرب وقت..
وختامًا..
أسأل الله بمنه وكرمه أن يجمعكما على الخير والطاعة.. والحب والسعادة.. والاستقرار والطمأنينة.. وأن يسهل أمركما.. ويحقق لكما ما تصبو إليه نفسيكما.. إنه القادر على ذلك..
وصلى اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. دمتِ بود..
الكاتب: أ. سارة فريج السبيعي
المصدر: موقع المستشار